بناتي الحبيبات -- الإخوة والأخوات
يطيب لى فى بداية هذا اللقاء أن أرحب بحضراتكم فى رحاب مدرستنا التى تسعد بلقائكم وتُسر بتواجدكم آباء كرام وأمهات فضليات ٠ كما أتوجه لحضراتكم بعظيم التهنئة فى بداية عام دراسى جديد يحدونا فيه الأمل فى أن نكون عند حسن ظنكم بمدرستنا وأن نحوز على ثقتكم من خلال عملية تعليمية راقية نشترك فيها معاً لتربية وتعليم بناتنا وستكون نتائجها مثمرة وفائدتها عظيمة .
كما أخص بالترحيب السادة والسيدات أولياء الأمور الجدد الذين انضموا إلى مدرستنا ووضعوا ثقتهم فينا مؤكدين لهم أنهم سيجدون فى مدرستنا تربية راقية وتعليما متقدمأ كما يحبون ويتمنون .
إخوتى وأخواتى : إن مدرسة القديس يوسف ذات التاريخ العريق فى مجال التربية والتعليم والمنتشرة فروعها فى أرجاء مصرنا الحبيبة وبعض الدول العربية تأخذ بأحدث أساليب التربية والتعليم ٠ ابتداءً من معلم متخصص ومعلمة مدرّبة وإدارة خبيرة بكل الوسائل التى تعين المعلم وتفيد النشء وكان مردود ذلك نتائج باهرة ومراكز متقدمة فى مختلف المجالات العلمية والثقافية والرياضية » يشهد على ذلك تفوق بناتنا العلمى فى الشهادات العامة وحصول مدرستنا على المراكز الأولى فى المجالات الأخرى فى الأوسمة وشهادات التقدير كان آخرها حصول مدرستنا على شهادة بأنها أكثر المدارس انضباطاً على مستوى مصر الجديدة . ونحن لانكتفى بالتفوق العلمى والثقافى والرياضى بل نحرص على التفوق الخلقى بداية من تقديم معلم جيد ومعلمة راقية . إيمانأ بأآن المعلم والمعلمة لابد أن يكونا قدوة حسنة وصورة طيبة أمام النشء.
كما نختار كل عام صفة طيبة وخلقا حسنأ نجعله مشروعا تربويّاء نتخذه عنوانا وشعاراً وتطبيقاً ليس لبناتنا فقط بل وللمعلمين والقائمين على العملية التعليمية فاخترنا أخلاق الأمانة والصدق والوفاء والتسامح والتواصل والإنسانية وما يتفرع منها من صفات الحرية المسئولة والإيجابية . ونختار هذا العام تقديم مشروع للحث على الجمال عنوانه " كن جميلاً " . لنعمق فى نفونسنا قيمة الجمال وننمى الإحساس به » ونحث على الحرص على الجمال فى كل مجالات حياتنا.
إن حاجة بلادنا إلى الجمال بمعناه الشامل حاجة ماسة للجمال الروحى المتمثل فى طهارة القلب ونقاء الروح ابتداء بصاحب الجمال الأعظم الله سبحانه وتعالى الذى هو قمة الجمال وصانعه. والجمال السلوكى المتمثل فى الالتزام بالصدق والأمانة والوفاء والرحمة والعطف وكلها صفات لا تصدر إلا من قلب جميل وضمير يقظ وروح نقية . وإذا كان هذا الإحساس مطلوباً غرسه فى الجميع فإنه مطلوب بصفة أخص فى نفوس صغارنا وهم فى بداية تكوينهم ومايعُرس فى نفوسهم يبقى للأبد فلنعوّد بناتنا على الجمال بالعمل أكثر من النصيحة وبالسلوك أكثر من التوجيه.
نغرس فيهن أن جمال الروح أبقى وأعظم ٠ نرشدهن إلى مجالات الجمال الشاملة ونحذرهن من القبح ونذكر لهن أضراره . نعلمهن أن العلم جمال والجهل قبح الصدق جمال والكذب قبح . أن النظافة جمال والتلوث قبح والحب قمة الجمال والكراهية قمة القبح والتسامح قمة الجمال والتعصب قمة القبح .وفى نفس الوقت نغرس فيهن أن جمال القلب هو الأبقى ٠ وجمال الروح هو الأدوم . ْ
إخوتى وأخواتى
أقول فى الختام : إن مصر تحتاج إلى جمال حقيقى جمال يخلصها من الجهل والكسل والتعصب ؛ جمال يخلصها من التشوه الحسى والمعنوى ... جمال يجعل قلوبنا نقية وبيوتنا جميلة وشوارعنا نظيفة . وأمهات معلمين ومعلمات قيادات وأفراد عندئذ نجد مصر وقد وضعت أقدامها فى عالم متقدم تستعيد حضارتها وتسترد مكانتها . وأشكركم وكل عام واأنتم بخير .